وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : قال الله عز وجل ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) والصدقات هنا المقصود بها الزكاة الواجبة لأن الصدقات المستحبة المطلقة يجوز أن يعطي منها كل أحد لا يخص أحد من أحد. والفقير أشد حاجة من المسكين فهو لا يجد شيئا يكفي حاجته أو لا يجد من حاجته إلا القليل. ولذلك بدأ الله به فإن الله تعالي يبدأ بالأهم فالمهم.
والمسكين يجد بعض حاجته لكن لا يجد جميع حاجته فيمكن أن يملك مالا ( من راتب أو معاش أو غيره ) أو عقارا ولكن لا يسد ذلك حاجته قال تعالي ( وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ) فهؤلاء تملكوا سفينة ويعملون عليها (ولكن لم تكفهم) وقد وصفهم الله بأنهم مساكين .
وعليه فإن كان معاش الوالد رحمه الله وكذلك إن كان عندهم مالا آخر أو عقارا أو غيره ولكن لم يكفهم لكثرة عيلة أو لمرض البعض منهم أو لتعليم في الجامعات غير المبالغ في مصاريفها وهم ينفقون بالمعروف؛ فإنهم يعطون من الزكاة ما يسد حاجتهم ويكفي نفقتهم .
وكذلك الحال في زكاة الفطر تعطي لفقراء المسلمين فإن كان هذا العامل مسلما ولا يكفي معاشه لمرضه ونفقته أعطي صدقة الفطر وهو يخرج أيضا عن نفسه وزوجه وعياله إن كان عندهم أكثر من قوت يومهم هم أيضا يعطون صدقة فطرهم لغيرهم من فقراء المسلمين.
